Pages

Rabu, 22 Februari 2012

نموذج لمقدمة البحث أو الرسالة


عيدروس عابدين الإندونيسي

أ‌-        موضوع البحث.
    لون تفسيرابن تيمية المسمى بدقائق التفسير.
ب‌-    خلفيات الموضوغ وسبب اختياره.
كما لا يخفى لدي جميع المسلمين أن القرآن وحي الله تعالى الذي أوحاه إلى محمد كرسول أرسله الله إلى الناس كافة. وقد تعامل المسلمون بهذا الكتاب المقدس منذ بداية نزوله إلى يومنا هذا. ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم –حينما كان القرآن في أثناء نزوله منجما- فإن الصحابة رضوان الله عليهم يقدمون جل اهتمامهم نحو القرآن، يتعلمونه آية تلو الآية ثم يطبقونه في حياتهم اليومية ولا يتجاوزون أكثر من عشر آيات. يقول ابن مسعود رضي الله عنه عن هذا : "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات من القرآن, لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن."[1]
بهذا نقول أن القرآن منذ عهده المبكر قد يكون مادة يتعلمها الصحابة كتلاميذ في مدرسة النبوة، والرسول صلى الله عليه وسلم كأستاذ يرشدهم ويوجههم ويفهمهم معاني تلك المادة الإلهية.  يقول الدكتور محمد عجاج الخطيب موضحا هذا الأمر :
"فإذا نظرنا إلى تلك الحقبة التي لا تتجاوز ربع قرن من عمرالزمن، منذ بدء دعوة محمد صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، ألقينا أنفسنا أمام مدرسة كبيرة جدا تمر في مرحلة تربوية جديدة، يشرف على توجيهها وتربية طلابها وتعليمهم محمد صلى الله عليه وسلم، وموادها القرآن والسنة، وطلابها الصحابة رضوان الله عليهم." [2]
وبعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوارربه أصبح القرآن يتناقله الصحابة حفظا وتدريسا، يتلونه آناء الليل وأطراف النهار. لأجل ذلك ظهر من بين الصحابة رجال معروفون بأنهم حاملوا تفسير معاني القرآن الكريم. ومن هؤلاء الرجال هم : عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب رضي الله عنهم. هذه الفترة المذكورة –أعني زمن الرسول وزمن الصحابة- يعتبر المرحلة الأولى للتفسير.
ثم في المرحلة الثانية، كان التابعون روادها. هم الذين يتمتعون بتوسع الإجتهاد في التفسير في زمانهم، خاصة لمن تلقى التفسير من ابن عباس في مكة الذي يعتبر أول من بدأ التفسير بالرأي[3]. في هذه الفترة ظهرت مدارس تفسيرية في مكة والمدينة والعراق.
ففي مكة، فإن مدرسة التفسير فيها قائمة بإشراف ابن عباس رضي الله عنه. لقد تعلم في هذه المدرسة عدد من التابعين البارزين -فينا بعد-  في مجال التفسير. من هؤلاء هم : سعيد بن جبيرومجاهد بن جبروعكرمة وطاوس بن كيسان اليماني وعطاء بن أبي رباح.
وفي المدينة كانت مدرسة التفسير تأسست بإدارة أبي بن كعب، وأهم رجالها : أبو العالية الرياحى ومحمد بن كعب القرظي وزيد بن أسلم. وفي العراق فإن ابن مسعود هو الذي يقوم بإشراف المدرسة التفسيرية فيها، حتى ظهر رجال يعتبرون من خريج هذه المدرسة. من الأسماء المذكورة في قائمة أسماء الطلاب في هذه المدرسة هو : علقمة بن قيس ومسروق والأسود بن يزيدومرة الهمداني وعامر الشعبي والحسن البصري وقتادة.
هكذا مرت المرحلة الأولى والثانية، والعلماء يسمون ها تين المرحلتين بفترة الرواية. وهي فترة بدأت نشأتها –كما سبق- من زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين إلى أواخر دولة بني أمية وهي سنة (41 هـ / 661م – 132 هـ /749م).[4]
حيث إن المرحلة الأولى والثانية يعتبران فترة الرواية من حيث طريقة تحمل وأداء التفسير، فإن هناك عدة فوارق –مهما كان طفيفا- تميز بين هاتين المرحلتين. وهذه الفوارق في حد ذاتها نتيجة لتطور العلوم وانتشار الإسلام. من تلك الفوارق هي :
·       اتساع رواية الإسرائيليات بسبب دخول كثير من أهل الكتاب في الإسلام.
·   كثرة الخلافات التفسيرية وزيادتها عما كانت عليه التفسير في عصر الصحابة وأضافوا إليه آراء حسب اجتهادهم.[5]
وأما المرحلة الثالثة فإن التفسير فيها بدأ خطوة جديدة، وهي خطوة التدوين والتصنيف. وهذه المرحلة تبدأ من أواخر بني أمية وأول عهد العباسين، وهي سنة (132هـ /  749م – 656هـ / 1258م)[6]. والمراد بالتدوين هنا هو تدوين الحديث النبوي على أبواب ويكون التفسير ضمن تلك الأبواب. وأما التصنيف فهو زمن كتابة التفسير بالمأثور مستقلا عن الحديث، شاملا لآيات القرآن، مرتبا حسب ترتيب المصحف. و هذه المرحلة تمتد إلى يومنا هذا.
كل ما قدمناه في الحقيقة تاريخ التفسير مختصرا. وأما من ناحية أخرى فإن التفسير قد ينتج عدة تطورات جديدة، منها :
A.من ناحية طريقة الرواية، فإن التفسيربدأت تنتقل من الرواية المجردة إلى مرحلة التدوين والتصنيف.
B. من ناحية المنهج، فإن التفسير يتطور من مجرد النقل إلى استعمال العقل. والمنهج الأول معروف بالتفسير بالمأثور والثاني مشهور بتفسير القرآن بالرأ ي.
C.من ناحية الإتجاه، أعني بذلك اتجاه المفسرفي توجيه ما فهمه أو النهج الذي يسير عليه في تفسير القرآن. ومن هذه الناحية أجد أن التفاسير ظهرت كثيرة باتجاهات متنوعة. وهذه التفاسير بارزة بسبب تطور العلوم وظهور المذاهب في الكلام والفقه والعقائد. زد على ذلك ماحدث في الساحة السياسية التي مارسها المسلمون حينئذ. فلا غرابة إذا وجد تفسير كلامي وتفسيرفلسفي وتفسير لغوي وتفسيرفقهي وتفسير إشاري وغير ذلك في الساحة العلمية.
D.من ناحية الطريقة، فإن التفسير ينتقل من مجرد تفسير بعض الآيات إلى أن ظهرت تفسير موضوعي يتناول تفسير القرآن موضوعا موضوعا. حتى الآن أمامنا عدة طرق التفسير، منها طريقة تحليلية وطريقة إجمالية وطريقة موضوعية وطريقة المقارنة.
هكذا نجد التفسير يتطور من زمان إلى زمان، وإذا كنا نلفت أنظارناإلى ماوراء هذا فنجد أن هناك عدة أمور تدفع هذا التطور. ولكن عندي هناك عنصران أساسيان، وهما :
§       تأثر المفسرين بعضهم مع البعض.
§       وجود الحالات الإجتماعية المؤثرة حين كان أحدالمفسر يكتب تفسيره.
ولو نظرنا إلى العنصر الثاني فإنه ليس من المستحيل أن يظهرتفسير يحمل في طياته طابعا أدبيا إجتماعيا. وأعني بالتفسير الأدبي الإجتماعي هنا هو ذلك التفسيرالذي يهتم بأمور لغوية  من نحو وبلاغة ثم الإستنارة بأسرارها إلى معالجة المشاكل الإجتماعية التي واجهها المفسر، أو كما قال الذهبي، "معالجة النصوص القرآنية معالجة تقوم أولا وقبل كل شيئ على إظهار مواضع الدقة في التعبير القرآني ثم بعد ذلك تصاغ المعاني التي يهدف القرآن إليها في أسلوب شيب أخاذ، ثم يطبق النص القرآني على ما في الكون من سنن الإجتماع ونظم العمران.[7]
إذا عرفنا هذا ثم نضيف إليه الحالا ت الإجتماعية التي ظهرت فيها التفاسير، خاصة في زمن بني أمية وبني عباس والمملوكيين، فإننا نجد أن من بين التفاسير الموجودة في الساحة العلمية هو تفسير ابن تيمية المسمى بدقائق التفسير (661هـ/1263م- 728هـ/1328م). ألف هذا التفسير حينما تولى المملوكون حكم الدولة،  وهو سنة (648هـ/1250م- 923هـ/1517).
كتب ابن تيمية كتبا كثيرة في جميع مجال العلوم،  وخلف ثروة علمية هائلة تدل على غزارة علم هذا الرجل وخصوبة معرفته. حسب ما سجله قمر الدين خان في كتابه The Political Thought Of Ibnu Taimiyah نجد مؤلفات ابن تيمية - علي سبيل الإجمال-  تتكون من قسمين، قسم يدخل ضمن أعماله العامة وهي ست رسائل، وفتاواه بجميع أجزائه من هذا القسم، وقسم يدخل ضمن أعماله الخاصة.
ومؤلفاته الداخلة تحت أعماله الخاصة في القرآن الكريم تتكون من تسع رسائل، وفي الحديث الشريف تلات رسائل، وفي العقيدة خمسين رسالة، وفي علم الكلام تلاث عشرة رسالة، وفي التصوف والمتصوفة سبع رسائل، وفي علم الفلسفة أربع رسائل، وفي الفقه واحد وأربعين رسالة، وفي الأخلاق والسلوك ست رسائل، والقصائد سبع رسائل، والقائمة التي لم تصنف تصنيفا موضوعيا وضعها بروكلمان تتكون من ثلاث وعشرين رسالة، والمؤلفات التي لم يعثرعليها لكن ذكرها ابن شاكر الكتبي (ت 764هـ) في كتابه فوات الوفيات تتكون أكثر من مائة رسالة.
الظاهر عندي أن تفسير ابن تيمية يتلون باللون الأدبي الإجتماعي. لونه الإجتماعي يظهر في العبارات والأساليب التي استعملها ابن تيمية، حيث إن الرجل يفسر بعض الآيات ثم ساق المعاني التي أرادها بأسلوب أخاذ جذاب. وأما لونه الإجتماعي فإنه يعرف لما كان تفسيره يميل إلى المعايشة بالرد والقبول لما في المجتمع من الحالات الدينيية والدنيوية. والمثال من ذلك إنكاره لبعض الأفكار الدينية السائدة في زمانه، كنفي الصفات من الجهمية التي يراه ابن تيمية أنه أفكار دينية ضالة مضلة. وفي بعض تفسيره يظهر موافقته لبعض العلماء في زمانه. لأجل ذلك فإن الباحث يوجه طاقته للبحث عن تفسير ابن تيمية والتعمق فيه.
 بهذا البحث أراد الكاتب أن يغوص في بحر أفكار ابن تيمية الدينية، خاصة في مجال التفسير. بجانب ذلك، فإن هناك عدة أسباب دعتني لإختيار هذا الموضوع، وهي :
1) يعتبر تفسير ابن تيمية من بين التفاسير التي تتضمن فكرة التجديد لما كان الإسلام يعيش في فترة الإنهيار بسبب هجوم المغول لأكثر بلدان المسلمين. ولهذا من الممكن أن يكون فيه العزم القوي للرجوع إلى القيم الإسلامية الأصيلة. هذا الأمر يحتاج إلى تحقيقه في هذا البحث.
2) ظهر تفسير ابن تيمية في حالة كانت السياسة الإسلامية[8]والأفكار الإسلامية بلغت قمة الصراعات، وكانت قوة بني مملوك تتمكن بقوة على الأمة الإسلامية. لذلك من الممكن جدا أن يكون تفسير ابن تيمية يتلون باللون الإجتماعي التي يتعايش ويتعامل مع القوة الدولية والعلماء والأمة جمعاء ردا وقبولا. هذا الرأي يحتاج إلى تحقيقه في هذا البحث.
3) ظهر تفسير ابن تيمية كذلك تحت أنقاض الحضارة الإسلامية التي كان مركزها حينئذ في بغداد، ثم تتنقل بعد ذلك إلى مصر والشام حيث كان ابن تيمية فيه. والحضارة الإسلامية التي بلغت مجدها، في الحقيقة،  نتيجة لإمتزاج العرب بالفرس. لذلك أتصور أن في تفسير ابن تيمية روح تمزج بين تلك الحضارتين بتوسيع الأفكار والمباحث. هذا الرأي يحتاج كذلك إلى بيانه وإظهاره في هذ البحث.
لأجل هذه الأمور، أراد الباحث أن يحقق مدي صواب أو خطإ تلك التصورات عن طريق هذا البحث الذى بعنوان "لون تفسير ابن تيمية المسمى بدقائق التفسير."

ت‌-     المشاكل.
1)   معرفة المشاكل.
قد يقول البعض أن منهج ابن تيمية في تفسيره هو المنهج السلفي المعتمد على التفسير بالمأثور، ولكن بعد ما كتب صبري متولي حول منهج ابن تيمية في التفسير تبين أنه لا يكون إعتماده على ذلك فحسب، ولكن كان ابن تيمية كذلك يهتم بالمنهج العقلي، خا صة عندما يرد على الأفكار العقائدية المخالفة لمذهبه في التوحيد.[9]
ومن المسائل التي تمكن أن تظهر حول هذا الموضوع هي لون هذا التفسير من ناحية العقيدة أو الفقه أو التصوف أو الفلسفة أو غير ذلك من الألوان التفسيرية، لأن تفسير ابن تيمية كان يبحث كثيرا عن مسائل عقائدية، سواء مايراه هو ويثبته أوما يخالفه ويحاول أن يظهرأخطاءه وغلطه. كذلك في مجال الفقه، فإن الرجل كان ضمن المجتهدين المشهورين في المذهب الحنبلي.  لهذا كان آراؤه الفقهية مما يمكن ظهورها في تفسيره، خاصة لما تعرض للآيات التي تتعلق بأحكام الفقه.
أما في مجال التصوف، فإنه –مهما أنه مشهور بكثرة الرد على من ادعي بأهمية التصوف من رؤساء الطريقة في زمانه ومن قبله- لا يكثر ذلك في مجال التفسير كما يكثر تلميذه ابن القيم الجوزية في ذلك.

2)   تحديد المشاكل.
بهذا نقول أن هذا الموضوع لا نريد أن نبحث فيه جميع منهج ابن تيمية، وكذلك أفكاره الدينية جمعاء، وإنما المراد بهذا البحث الدراسة حول لون تفسيره المسمى بدقائق التفسير، وهو لون يحسبه الباحث داخل ضمن اللون الادبي الإجتماعي.
والمسألة التي تكون موضع الدراسة في هذا البحث هو تفسير ابن تيمية. وأما الامور التي نريد أن نحصل عليها خلال هذه الدراسة هي :
·       في أية حالة إجتماعية كان ابن تيمية يفسر الآيات القرآنية ؟
·   أية عناصركانت لها الأثر القوي في عملية تفسير ابن تيمية، وأي مجال الحياة الذي يريد ابن تيمية التأثيرعليها ؟
·       كيف كان منهج ابن تيمة في تفسير القرآن الكريم ؟
3)   تجلية المشاكل.
المشكلة الأساسية التي نريد تحقيقها في هذا البحث هي الأمور التي تتعلق بلون أو اتجاه تفسير ابن تيمية. فلذلك، الأجوبة المهمة التي نريد الحصول عليها هي الأشياء التي لها علاقة مع الأمور التي قد تم تقعيدها فيما يلي :
·   هل وجدت عناصر الرد والقبول  وتوسيع التصورات في تفسير ابن تيمية التي تدل على التجاوب مع ما حدث في المجتمع  الإسلامي في زمانه ؟ وكيف كان ابن تيمية يؤدي تلك العناصرفي تفسيره ؟
·   بالبحث عن عناصر التفسير، كما هوالمشار إليه في النقطة الأولى، فهل من الممكن أن نقول أن تفسير ابن تيمية يتلون با للون الأدبي الإجتماعي ؟

ث‌-     البحوث السابقة.
لقد كتب الكثيرون عن قوة ابن تيمية العلمية، سواء كان ذلك من قبل تلاميذه وأساتذته. وهذا العالم الرباني المشهور أصبح محل أنظار الباحثين- قديما وحديثا- لمعرفة أفكاره الدينية ومناهجه في كل فن من فنون العلوم. حسب معرفة الباحث، فإن البحوث حول هذا الرجل لم تكن كثيرا فيما يتعلق عن التفسير. وهذه القلة، ربما يكون سببها أن ابن تيمية كان مشهورا بكونه فقيها وأصوليا ومحدثا أكثرمن كونه مفسرا. بجانب ذلك، فإن تفسيره للقرآن الكريم إنما ينتشر في بطون مؤلفاته. يعني أنه لم يكن يكتب كتابا خاصا في مجال التفسير.
وبعد أن راجعت المكتبات فوجدت أن هناك كتبا عدة تجعل هذا الرجل موضوع البحث والدراسة. من تلك الكتب هي :
في جانب العقيدة والفلسفة والتصوف.
A.الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل، تأليف : الدكتور السيد الجليند.
B. موقف ابن تيمية من الأشاعرة، تأليف الدكتور عبد الرحمن بن صالح بن صالح المحمود.
C.          Kritik Ibnu Taimiyah Terhadap logika Aristoteles. Karya Dr.Zainun Kamal.
D.           Pandangan Ibnu Taimiyah Terhadap Tasawuf. Karya A.Wahib Mu'thi
في الجانب الفقهي
E. الفكر الفقهي عند الإمام ابن تيمية. تأليف : الدكتور أحمد يوسف سليمان.
F. اختيارات شخ الإسلام ابن تيمية. تأليف : سامي بن محمد جار الله.
G.           Ijtihad Ibnu Taimiyah Dalam Bidang Fiqhi Islam. Karya Dr. Muhammad Amin.
H.           Efistemologi Hukum Islam (Suatu Telaah Tentang Sumber Illat Dan Tujuan Hukum Islam Serta Metode-Metode Pengujian Kebenarannya Dalam Sistem Hukum Islam Menurut Ibnu Taimiyah. Karya Dr.Juhaya S Praja.
I.             Konsep Benar Salah dalam Pemikiran Hukum Ibnu Taimiyah. Karya Dr.Muhammad Hasyim.
في الجانب السياسي والإجتماعي.
J.   النظريات الإجتماعية والسياسية لابن تيمية. تأليف : هنري لوست.
K.     التفكير السياسي لدي ابن تيمية. تأليف : قمر الدين خان.
في جانب التفسير.
L. منهج ابن تيمية في تفسيرالقرآن الكريم. تأليف : متولي صبري.
M.         Hadits-Hadits Dalam Daqa'iq Al-Tafsir Karya Ibnu Taimiyah (Studi Terhadap Kualitas Hadits). Karya Dr.Zainul Arifin.


ج‌-      أهداف البحث.
والهدف الذي من أجله يكتب الباحث هذاالبحث هو :
·   بيان عناصر القبول والرد وتوسيع الأفكارفي كتاب دقائق التفسيرالذي له معايشة وتعامل مع الواقع الذي يعايشه المجتمع الإسلامي.
·   تحقيق تصورات الباحث أن تفسير ابن تيمية المسمى بدقائق التفسير يتلون با للون الأدبي الإجتماعي، لما فيه من قوة المعايشة وقوة التعامل مع واقع الأمة الإسلامية في ذلك الزمان.


ح‌-      فوائد البحث.
        إذا كان الأهداف المذكورة تتحقق، فيمكن أن يكون هذا البحث مفيدا في الأمور التالية :

·   يؤتي مادة علمية لدارس التفسير أن ابن تيمية كان مفسرا متفوقا في زمانه، حيث إنه يقوم بتنبيه المجتمع إلى ضرورة الرجوع إلى القيم الإسلامية الأصيلة لمواجهة تحديات العصر.
·   يضيف إلى المكتبات الإسلامية المادة العلمية التي لها فوائد عظيمة للمجتمع الإسلامي، خاصة لمن يريد أن يغوص في بحر التفسير.
·   إكمال إحدى الشروط المطلوبة للحصول على درجة الماجستير في علوم التفسير في قسم الدراسات العليا بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بجاكرتا.

د‌-       منهج البحث ومصادره.
المنهج هو الطريق المتبع لدراسة موضوع معين لتحقيق هدف معين[10]. ولأجل الوصول إلى الهدف المراد، فإن منهج هذه الدراسة هو منهج الإسترداد التاريخي مع التركيز في نوعية الببلغرافي (.(Bibliografi
والمراد بالإسترداد التاريخي هو المنهج الذي يقوم على استرجاع الماضي وما خلفه من آثار. يعني أن هذا البحث يحاول أن يسترد التاريخ الذي يعيش فيه ابن تيمية لأجل معرفة النشاطات والأعمال التي يقوم بها.
ويقال بأنها تقوم على نوعية الببليغرافي لأن الباحث يجعل تفسير ابن تيمية كوثائق تبين آراء ومدي فهم ابن تيمية كالمفسرالمتميزفي القرن السابع الهجري. هذه الوثائق يمكن تفسيرها من ناحية العلم الذي يدرسه الباحث ويتعمق فيه في كلية الدراسات العليا بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية في قسم القرآن الكريم وعلومه.
وأما المصادر التي يعتمد عليها الباحث في كتابة هذا البحث فهي نوعان : المصادر الأصلية والمصادر الثانوية. والمراد بالمصادر الأصلية هناهي الكتب التي ألفها ابن تيمية في مجال التفسير، سواء كان ذلك فيما جمعه الدكتور محمد السيد الجليند في ستة مجلدات وسماه بدقائق التفسير أم ما كان منتشرا في بطون مؤلفاته. والكتب التي تحوي أفكار ابن تيمية التفسيرية هي فتواه، خاصة الجزء 14، 15، 16، 17،  أو ما وجد في كتابه مقدمة في أصول التفسير.
وأما المصادر الثانوية فهي التي لا نأخذها من مصادرها الأصلية مباشرة، وإنما نأخذها من الوثائق كالكتب التي ألفها الباحثون الآخرون. وهذه المصادر نجعلها مساعدة للبحث وفهم مراد المصادر الأصلية. وهناك عدة كتب تكون مصدرا ثانويا لهذا البحث، منها : ابن تيمية : حيا ته وأثره، تأليف محمد أبو زهرة.

ذ‌-       خطة البحث.
هذا البحث يتكون من خمسة أبواب. الباب الأول يشمل المقدمة وعدة  مباحث ،منها : موضوع البحث، و خلفيات الموضوع وسبب اختياره،  والمشاكل، والبحوث السابقة، وأهداف البحث، و فوائد البحث، و منهج البحث ومصادره،  وخطة ا لبحث، ومراجع البحث.
والباب الثاني بموضوع  "ابن تيمية وخلفياته العلمية"  وهو يشمل ثلاثة مباحث، وهي : خلفيات ابن تيمية الشخصية ، ونشاطاته العلمية، والتاريخ والحصارة في زمن ابن تيمية.
والباب الثالث بعنوان "تفسير القرآن في زمن ابن تيمية"، وهو يشمل مبحثين، هما : عملية التفسير ومشاكله، والتفسير با لمأتور وأثره نحو دقائق التفسير.
والباب الرابع بعنوان "لون تفسير ابن تيمية" وهو يشمل مبحثين، هما : كتاب دقائق التفسير، ودقائق التفسير : التفسير الذي يتلون با للون الإجتماعي مع الميل إلى التعايش مع المجتمع ردا وقبولا.
والباب الخامس يتضمن على خلاصة البحث مع الخاتمة. في هذا الباب يقوم الباحث بكتابة نتائج  البحث مع ذكر التوصية التي ينبغي لمن يريد أن يبحث حول هذا الموضوع ، سواء كان ذلك توسيعا لما يتضمنه هذا البحث أو  ردا لما فيه.

ر‌-       مراجع البحث.
وقد كتب الباحث هذه الرسالة مع الإعتماد علي مراجع عدة، منها :
·       التفسير والمفسرون، د/ مصطفى محمد الذهبي، (القاهرة : دار الحديث)، الجزء الثالث، سنة الطبع 2005م.
·   منهج ابن تيمية في تفسير القرآن الكريم، صبري متولي، (الناشر : عالم الكتب)، سنة 1981م. دون ذكر المطبعة وعدد الطبع.
·         أصول التفسير وقواعده، خالد عبد الرحمن العك، (لبنان : دار النفائس)، الطبعة الثالث.
·   منهاج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، د/ فهد سليمان الرومي، (بيروت : مؤسسة الرسالة)، الطبعة الثانية سنة 1414 هـ.
·   السنة قبل التدوين، محمد عجاج الخطيب، (بيروت : دار الفكر)، الطبعة السادسة سنة 1418هـ/ 1997م.
·   أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي، د/ مساعد مسلم عبد الله آل جعفر، (بيروت : مؤسسة الرسالة)، الطبعة الأولى سنة 1984م.
·   من أعلام الحضارة الإسلامية، الدكتور حمد بن باصر، (المملكة العربية السعودية : دار السبيل)، الطبعة الثانية سنة 1993م.
·       البحث العلمي : حقيقته ومصادره ومناهجه وكتابته وطباعته ومناقشته، د/ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن علي ربيعة، الطبعة الثانية سنة 1420هـ -   2000م.


[1]  رواه الطبري في مقدمة التفسيروالأثر (81) وقال الشيح شاكر في تخريجه : هذا إسناد صحيح (1: 80) طبعة دار المعارف بمصر.  هذا الأمر يؤكده كذالك أبو عبد الرحمن السلمي حيث قال، "حدثنا الذين يقرئوننا القرآن من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أنهم كانوا يأخذون من رسول الله عشر آيات، فلا يأخذون عشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل. قال : فتعلمنا العلم والعمل جميعا." (رواه الإمام أحمد).
[2]  السنة قبل التدوين، محمد عجاج الخطيب، (بيروت : دار الفكر)، الطبعة السادسة سنة 1418هـ/1997. ص : 26.
[3] يبين الدكتور مساعد مسلم عبد الله أل جعفر هذا الكلام بقوله، "فإذا ذهبنا هذا المذهب، وهو أن الذي يفسر القرآن معتمدا على مدلول القرآن اللفظي أو ما يحتمله اللفظ يعتبر مفسرا بالرأي، نستطيع القول أن التفسير بالرأي نشأ في أيام الصحابة الكرام، وعلى أيدي أوائلهم الذين مارسوا التفسير، وإمامهم الأول أبوبكر الصديق رضي الله عنه، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم عبد الله بن مسعود. وقداتخذ شكلا مدرسيا على يد عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه، حيث ثبت عنه تفسير لنصوص قرآنية  بالمدلول اللغوى مستشهدا على صحة تفسيره بمشاهدة مدلول الكلمة في الشعر العربي القديم،" (أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي، د/ مساعد مسلم عبد الله آل جعفر، (مؤسسة الرسالة : بيروت)، الطبعة الأولى سنة 1984م، ص : 92-93).
[4]  أصول التفسير وقواعده، خالد عبد الرحمن العك، (لبنان : دار النفائس)، الطبعة الثالثة، ص : 34.
[5]  منهاج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، د/ فهد سليمان الرومي، (بيروت : مؤسسة الرسالة)، الطبعة الثانية سنة  1414 هـ، ص : 20.
[6] هذاهوالكلام المشهورعند مؤرخي التفسير. وهذا التحديد الزمني إنما يراد به التدوين والتصنيف الرسمي الذي تبنته الدولة. أما التدوين الشخصي فقد وقع فعلا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة والتابعين، ولم تبق السنة مهملة طيلة القرن الأول إلى عهد عمر بن عبد العزيز، بل تم حفظها في الصدورجنبا إلى جنب مع حفظها في الصحف والكراريس. السنة قبل التدوين، د/عجاج الخطيب، (دار الفكر : بيروت)، الططبعة الخامسة سنة  1981م، ص : 341.
[7] التفسير والمفسرون، د/ مصطفى محمد الذهبي، (القاهرة : دار الحديث)، الجزء الثالث، سنة الطبع 2005م.
[8] يقول الدكتور حمد بن باصرعن الحالة السياسية في زمن ابن تيمية مجملا : "كا ن عصر ابن تيمية من الناحية السياسية مفككا مضطربا. قدعاث المغول في أنحاء العالم الإسلامي فتركوه مبعثرالأوصال، يشكو الظلم والجوروالهمجية الرعناء ووحشية القبائل التي تطبق سياسة الغاب. وهناك الصليبيون الذين احتلوا سواحل الشام وأقاموا حصون الهجوم والتخريب، وكانوا مع المغول بمثابة كماشة أطبقت على بلاد العرب والمسلمين من الغرب والشرق." من أعلام الحضارة الإسلامية، الدكتور حمد بن باصر، (المملكة العربية السعودية : دار السبيل)، الطبعة الثانية سنة 1993م، ص : 118.   
[9] يبين صبري متولي منهج ابن تيمية في تفسير القرآن مجملا بقوله : "فإني وجدت أن المنهج التفسيري عندابن تيمية منهج متميز فريد. فإنك تجد ابن تيمية، حينما يفسر الأية، يذكر تحتها كل الآثار المفسرة من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة وأقوال التابعين، فتحسبه تفسيرا نمطيا تقليديا، ثم تجده يأتي بشتى الآيات التي تشترك مع الآية الأولى في موضوعها،  فتحسبه تفسيرا موضوعيا. ولكنك لايلبث أن يحلل أقوال المفسرين السابقين في نفس الآية، ثم يختارأقواها أو يرفضها جميعا ويذكرموقفه مبينا علة ذلك، ثم يقارن بين مذاهب الفرق المختلفة في نفس الآية بهدف الكشف عن ضلالها وصحة مذهب أهل السنة والجماعة." منهج ابن تيمية في تفسير القرآن الكريم، صبري متولي، (الناشر : عالم الكتب)، سنة 1981م. دون ذكر المطبعة وعدد الطبع. 
[10]  البحث العلمي : حقيقته ومصادره ومناهجه وكتابته وطباعته ومناقشته، د/ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن علي ربيعة، الطبعة الثانية سنة 1420هـ -2000م، ص : 174.

تفسير الصحابة رضي الله عنهم


عيدروس عابدين الإندونيسي
أ‌-  تفاوت الصحابة في فهم القرآن.
         الصحابة مهما كانوا في الإجتهاد معتبرون إلا أنهم يتفاوتون في فهم معاني القرآن بين واحد وآخر. ربما أحد الصحابة يفهم من الأية مالا يخطر ببال الآ خرين منهم. وقد يكون الآية الواحدة في نظرأحد الصحابة في أشد الغموض ولكن عند الآخرين في غاية الوضوح.
        يبين لنا الدكتور الذهبي هذه الظاهرة بقوله : "ولوأننا رجعنا إلى عهد الصحابة لوجدنا أنهم لم يكونو في درجة واحدة بالنسبة لفهم معاني القرآن، بل تفاوتت مراتبهم وأشكل على بعضهم ما ظهر لبعض آخر منهم..."[1]  لكن هذا لايعني أنهم افتقدوا مقومات الإجتهاد.
        هذا التفاوت في الحقيقة شأن البشر، فإن العقول البشرية تختلف باختلاف المدارك و الذكاء. ولكن هذاالتفاوت لا ينبني عليه اختلاف كثير، لماامتازالصحابة من قربهم الزمني لرسول الله صلى الله عليه وسلم. بل ولواختلفوا، كان اختلافهم يدورحول اختلاف الألفاظ والتنوع، ولا يكون اختلاف تضاد واصطدام. وإن حدث هذا الأخير فإنه نادر وقليل.
        هذه التفاوت في رأي الدكتورجمال مصطفى[2]يرجع إلي الأسباب الآتية :
1)   تفاوت الصحابة في قوة الذكاء.
    الذكاء شيئ يختلف مقداره بين إنسان وآخر. فهو نعمة من الله تعالى الذى وضعه في أناس معينين لأجل أن يمتحنهم. وبالنسبة للذكاء فإن ابن عباس رضي الله عنه له النصيب الوافر منه. فهو حبر هذه الأمة. وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل."[3]
2)   تفاوتهم في الصفاء الروحي.
    الصفا الروحي له أثره في التفريق بين إنسان وآخر. فهو معتبر في معرفة معاني القرآن الكريم والمراد الإلهي منها. ولذلك يقول الله تبارك وتعالى : "واتقو الله ويعلمكم الله."[4]أي أن للتقوى أثر قوي في معرفة الشخص لمعاني الآيات القرآنية. ثم بعد ذلك أدي إلى التفاوت في فهم معاني القرآن الكريم. لذلك كان عمر يقول : وافقت الله في ثلاث، أووافقني ربي في ثلاث : قلت يارسول الله ! لواتخذت مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله تعالى : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى."[5]وقلت : يارسول الله ! يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله تعالى : آية الحجاب. قال : وبلغني معاتبة النبى بعض نسائه فدخلت عليهن، قلت  : إن انتهيتن أويبدلن الله رسوله خيرا منكن، حتى أتت إحدى نسا ئه قالت : يا عمر! أما في رسول الله مايعظ نسائه حتى تعظهن أنت ؟ فأنزل الله : "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات[6]....."[7]
3)   تفاوتهم في معرفة أساليب العربية.
      أسلوب العربية منه ماكان حقيقيا ومنه ماكان مجازيا. والصحابة رضوان الله عليهم يتفاوتون في إحاطة هذه الأساليب مهما كانوا هم عربا خلصا. ربما واحد منهم ملم بمفردات العربية وطريقة تركيبها ولم يعرفه غيره.
وخير شاهد لهذا ما حدث لعدي بن حاتم من أن المراد بالخيط من أن المراد بالخيط الأبيض و الأخيط الأسود في قوله تعالى : "وكلواواشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأسود من الخيط الأبيض"[8] هو حقيقتهما. لذلك هو يأخذ عقالين، الأأبيض والأسود. وحينما كلن في الليل ينظرإليهما لأجل أن يمتنع من الإفطار إذا تبين أحدهما من الآخر.
4)   تفاوتهم في معرفة معنى المفردات.
    مفردات القرآن لم تكن على درجة واحدة. أعني أنها لم تكن كلها مشهورة المعنى عند جميع الصحابة. فهناك مفردات عدة تكون غريبة عندهم، ولذلك استعانوا في فهم معانيها بأبيات الشعر الجاهلية. ولهذا بين الدكتور جمال مصطفى تفاوت الصحابة في هذه الناحية بقوله : "فلم يقف الأمرعند التفاوت في الأساليب، وإنما وصل إلى مدلول المفردات في الأصل".[9]
    وزاد الدكتورحسين الذهبي تجلية هذاالأمر، بعد أن رد كلام ابن خلدون الذي يرى أن الصحابة يفهمون معاني القرآن جميعا، مفرداتها وتراكيبها بقوله : "نعم، لا أظن أن الحق معه في ذلك، لأن نزول القرآن بلغة العرب لايقتضي أن العرب كلهم كانوا يفهمون في مفرداته وتراكيبه. وأقرب دليل إلى هذا مانشاهده اليوم من الكتب المؤلفة على اختلاف لغاتها، وعجزكثير من أبناء هذه اللغات عن فهم كثيرمما جاء فيها بلغتهم، إذ الفهم لايتوقف على معرفة اللغة وحدها، بل لابد لمن يفتش عن المعاني ويبحث عنها من أن تكون له موهبة عقلية خاصة تتناسب مع درجة الكتاب وقوة تأليفه".[10]
5)   تفاوتهم في قوة الإستنباط بالإشارة.
    وهذا مثل ما وجدنا عند ابن عباس ضي الله عنه، حيث إنه سئل عن معنى قوله تعالى : "إذا جاء نصر الله والفتح"[11]فقال : "هوأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم".[12]
6)   تفاوتهم في معرفة الملابسات التي اكتنفت النص القرآني.
    وهذا يرجع إلى شدة ملازمة بعض الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك كان بعض الصحابة لديه دراية أكثرببعض الآيات القرآنية مالا يدركه الآخرون.

ب. قلة الإختلاف بين الصحابة في التفسير.
        مهما كان الصحابة كثيرا في العدد وكانوا يجتهدون في استنباط معاني الآيات، لكن قل مانجد الإختلاف بينهم. وهذا كما ذكر الدكتور جمال مصطفى : "رغم كثرة عدد الصحابة واجتهادهم في تفسير القرآن وتفاوتهم في هذاالإجتهادفأننا وجدناالإختلاف بينهم في التفسير قليلا". ويرجع ذلك إلى عدة أمور، منها :
A.تعلمهم على أيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    كما هو معروف أن النبي صلى الله عليه وسلم مرجع أصيل لمعرفة الإسلام، لذلك لما وجد الصحابة مشكلة في فهم معاني الآيات القرآنية فسرعان ما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه عن مرادها فانتهى بذلك الخلاف بينهم.
    يقول الشيخ عبد العظيم الزرقاني : "....ذلك لمعاصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتصلون به في حياته فيشفي صدورهم من الريبة والشك ويريح قلوبهم بما يشع عليهم من أنوار العلوم وحقائق اليقين. أما بعد غروب شمس النبوة وانتقاله صلى الله عليه وسلم إلى جوارربه فقد كان من السهل عليهم أن يتصلواممن سمعوا بأذانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. والسامعون يومئذ عدد كثير وجم غفير، يساكنونهم في بلدهمويجالسونهم في نواديهم. فإن شك أحدهم في آية من كتاب الله أو خبرمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكنه التثبت من عشرات سواه دون عنت ولا عسر."[13]
B. مشاهدتهم للقرائن والأحوال ومعايشتهم للملابسات والظروف التي أحاطت بالقرآن وأسباب نزوله.
    هذاالأمر مماامتازبه الصحابة دون أن يشاركهم فيه غيرهم من الأمة الإسلامية. فمشاهدتهم للقرائن والأحوال ومعايشتهم للملابسات والظروف التي أحاطت بالقرآن وأسباب نزوله تجعلهم لايكثرون الخلاف فيما بينهم في حادثة من الحوادث.
C.       نزول القرآن بلسانهم.
    هذا من العوامل التي تجعل الصحابة لايختلفون كثيرا، فهم أساتذة العربية وفرسان فصاحتهاوبلاغتها، لأنهم عاشوا في زمان بلغت فيه العربية قمة فصاحتها، فكانوا رجال الفهم والمعرفة للمعاني القرآنية.
    وهي في الحقيقة منة عظيمة من الله تعالى لهم وللأمة الإسلامية، حيث جعل العربية وعاء الوحي المحمدي. يقول تبارك وتعالى ذاكرا لهذه النعمة : "إناأنزلناه قرأناعربيا لعلكم تعقلون"[14]وقوله : "إناجعلناه قرآناعربيا لعلكم تعقلون".[15]
D.  نهي الرسول صلى الله عليه وسلم لهم عن كل مايؤدي إلى الإختلاف في القرآن.
    عن عمرو بن شعيب عن جده أن نفراكانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم : ألم يقل الله كذاوكذا ؟ وقال بعضهم : ألم يقل الله كذاوكذا ؟ فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال : أبهذا أمرتكم ؟ أوبهذا بعثتم، أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هنا في شيئ، انظروا إلي الذي أمرتم به فاعملوا به، والذي نهيتكم عنه فانتهوا عنه.[16]
E. شرف العصر الذي عاشوه.
    لانشك في أن الزمان الذي عاشه الصحابة رضوان الله عليهم هو خير الزمان. وهذا تبث بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمران بن حصين : "خير كم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم لذين يلونهم".[17]فهذا يؤثر في نفوسهم وإجتماع كلمتهم.
    يقول ابن تيمية : "كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا، وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة إلى ما بعدهم. وكل ماكان العصر أشرف كان الإجتماع والإئتلاف والعلم والبيان فيه أكثر".[18]

ج. سمات تفسير الصحابة.
    هناك عدة سمات لتفسير الصحابة حسبما ذكره الدكتورجمال مصطفى. من تلك السمات هي:
1) كان الصحابة يكتفون في الغالب بمدلول الأية العام دون التطرق إلى تفاصيل ليسوا في حاجة إليها.  وهذا كما فعله عمربن الخطاب رضي الله عنه الذي اعترف بمعنى الفاكهة في قوله تعالى : "وفاكهة وأبا"[19]ولكن عن معنى الأب فهو يتوقف، ولا يتجرأ لتفسيره لأنه يرى ذلك تكلفا.[20]
2) يبتعدون عن الإسرائيليات لكي يظل الإسلام صافيا عن الإفتراءات و الأباطيل. هذا الأمر مبني علي نهي النبي صلى الله عليه وسلم وغضبه لما رأى عمرا وفي يده صحيفة من التوراة فقال صلى الله عليه وسلم : "لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلاأن يتبعني".
3)   قلة اختلافهم في التفسير.
4)   التفسير في عهد الصحابة داخل في أجزاء الحديث ولم يكن فنا مستقلا له أصوله وقواعده.
5)   التفسير في عهد الصحابة إنما هو تفسير شفهي، ولم يدون منه شئ، إلاما دونه بعض الصحابة في مصاحفهم.
6) لم يهتم الصحابة بذكر السند لأن كلهم عدول. وما فعله أبو بكروعمرمن طلبهما الشاهد لكل من يذكر الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو محاولة منهما للتثبت في كل مايروى عنه صلى الله عليه وسلم.
7) لم يرو عن الصحابة تفسير كامل للقرآن لعدم ما يقتضي ذلك. ولأنهم عاصرواالوحي والتنزيل, وشاهدوا الأسباب و المناسبات.
8) كان تفسير الصحابة للقرآن وآراؤهم الفقهية في كثير من الأحيان يكون إجماعا، حيث كان معظم علماء الصحابة يسكنون المدينة في عصر أبي بكروعمر،وكانت الشورى ديدنهم. وهذا مثل ما فعل أبوبكرعندما وقعت عليه حادثة ثم ما وجد في القرآن ولافي السنة حكما، جمع رأساء القوم واستشارهم. فإن أجمعوا في أمر حكم به.
9) الصحابة لا يتخيل مسائل لم تقع بعد أو يفرضون فروضا وهمية ليفسرواالقرآن من خلالها، وإنما كان كلامهم في القرآن والأحكام نابعا من أمور وقعت فعلا.
10)   الصحابة لايفرض تفسيره أورأيه على غيره، وإنما كانوا يحترمون تفسيرأوآراء الأخرين.
11)   أنهم كانوا يتهيبون القول في القرآن، وإن فسروه فسروه بما يعرفون معناه تمام المعرفة.[21]

د. حكم الأخذ بتفسير الصحابي.
      ما ورد عن الصحابة في التفسير لا يخرج عن ثلاث أحوال :
1.   إما أن يكون إجماعا منهم,
2.   وإما أن يختلفوا بينهم،
3.   وأما قول لايعرف له مخالف أو موافق.[22]
    وهذه الثلاثة إما أن يكون مرفوعا أو يكون موقوفا على الصحابة. ويكون تفسيرالصحابي مرفوعا إذا :
·       شهد الصحابي الوحي و التنزيل.
·   وكان كلامهم فيما لامجال للرأي والإجتهاد فيه كالحديث عن أسباب النزول أو مشاهد القيامة والجنة والناروالأمور الغيبية وغير ذلك.
·       وكان غير معروف بالأخذ عن ثقافة أهل الكتاب.
·       وصح السند إلى هذا الصحابي.[23]
هذه الأشياءإذا توفرت في تفسير صحابي ما فإنه يجب الأخذ به، أعني تفسير الصحابي المرفوع، خاصة إذاكان إجماعا منهم.
قال الدكتور يوسف القرضاوي : "فإذا صح عن الصحابة رضي الله عنهم تفسير معين أصغينا لهم أسماعنا لما امتازوا به من نشاهدة أسباب التنزيل وقرائن الأحوال، فرأوا وسمعوا ما لم يرغيرهم ولم يسمع مع عراقة في اللغة بلسليفة والنشأة، وصفاء في الفهم، وسلامة في الفطرة وقوة في اليقين، ولا سيما إذا أجمعوا على هذا التفسير، فإن إجماعهم يدل على أن لهذا الأمر أصلا من السنة وإن لم يصرحوا به."[24]
أما الموقوف على الصحابة فإن العلماء يختلفون في حكم الأخذ به إلى رأيين :
o     لايجب الأخذ به، لأن هذا إجتهاد منهم، فهم كسائر المجتهدين، يصيبون ويخطؤون.
o     يجب الأخذ به، لأنهم عاشوا عصر تنزيل القرآن، ولبلوغهم قمة البيان و البلاغة.
وأنا أميل إلى الرأي الثاني، لأن الصحابة كانوا لايتجرأون في تفسير القرآن الكريم لخشيتهم أن يقولوا فيه بغير علم. ولذلك فإن صدر منهم تفسير فكان ذلك نتيجة اجتهادهم وتحريهم بعد فترة من التحقيق والتثبت
والتفسير الموقوف على الصحابة، إن كان مما اختلفوا فيه فإن الأفضل في حقنا أن نحاول الجمع بينها، لأن الغالب في اختلافهم إنما يكون في العبارات والألفاظ دون اختلاف تضاد وتصادم.  فإن تعذر الجمع نختار الراجح وفقا لضوابط الترجيح، ولا نخرج عن أقوالهم.[25]
ثم أشار الدكتور القرضاوي إلي كيفية التعامل مع التفسير الصحابي الموقوف، خا صة فيما اختلفوا فيه بقوله : "فإن اختلفوا، فقد أتاحوا لنا أن نتخير من بين آرائهم ما نراه أقرب إلى السداد، أو نضيف إلى أفهامهم فهما جديدا، لأن اختلافهم قد أعطانا دليلا على أنهم فسروا برأيهم واجتهادهم. وهو رأي بشر غير معصوم على كل حال."[26]
هذا ما نستطيع أن نجمع حول هذا الموضوع، ولا نقوم بتلخيص ما يمكن تلخيصه، لآن ما كتبناه يعتبر تلخيصا لما كتبه العلماء الأجلاء في هذا الموضوع. وصلى الله على نبينا محمد.



[1] التفسير والمفسرون، د/ محممد حسين الذهبي، الجزء الأول، مكتبة وهبة بالقاهرة، الطبعة السابعة سنة 2000. ص. 29.
[2] دراسات في التفسير بالمأثور، د/ جمال مصطفى عبد الحميد عبد الوهاب النجار، مطبعة الحسين الإسلامية بمصر، الطبعة الأولي دون
   السنة.
[3] كيف نتعامل مع القرآن العظيم، د/ يوسف القرضاوي، مطبعة دار الشروق، الطبعة الأولى سنة 1999، ص. 230.
[4] سورة البقرة : 282.
[5] سورة البقرة : 125.
[6] سورة التحريم : 5.
[7] صحيح البخاري، الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، بيت الأفكار الدولية، سنة 1998 دون ذكر عدد الطبع.
[8] سورة البقرة 187.
[9] دراسات في التفسير بالمأثور، ص. 150.
[10] التفسير والمفسرون ص. 29.
[11] سورة النصر : 1.
[12] انظر تمام هذا الحديث في صحيح البخاري كتاب التفسير، ،سورة النصر.
[13] مناهل العرفان في علوم القرآن، الشيخ عبد العظيم الزرقاني، دار المعرفة بيروت، الجزء الأول، الطبعة الأولى سنة 1999. ص. 286.
[14] سورة يوسف : 2.
[15] سورة الزخرف : 3.
[16] دراسات في التفسير بالمأثور، ص. 154.
[17] صحيح البخاري، كتاب الشهادات، باب : لايشهد على شهادة جور. رقم الحديث 2651. ص : 502.
[18] مقدمة في أصول ا لتفسير، ابن تيمية، دار القرآن الكريم بالكويت.
[19] سورة عبس : 31.
[20]  انظر مباحث في علوم القرآن، مناغ القطان، منشورات العصر الحديث، الطبعة الثالثة سنة 1973 ص : 335.
[21] دراسات في التفسير بالمأثور، ص : 155- 161 بتصرف
[22] دراسات في التفسير بالمأثور، ص : 166.
[23] دراسات في التفسير بالمأثور، ص : 162.
[24] كيف نتعامل مع القرآن العظيم، ص : 229.
[25]  انظر : دراسات في التفسير بالمأثور، ص : 166.
[26]  كيف نتعامل مع القرآن العظيم، ص : 229.